مع اقتراب عيد النوروز.. إيران تواجه أزمة معيشية غير مسبوقة

مع اقتراب عيد النوروز.. إيران تواجه أزمة معيشية غير مسبوقة
عيد النوروز في إيران - أرشيف

فقدت عادة "شراء عيد النوروز" بريقها في إيران، حيث أفاد مواطنون وتجار بأن الأسواق شبه خالية مع اقتراب العام الإيراني الجديد، بسبب التدهور الاقتصادي الحاد. 

وأكدت التقارير الواردة إلى موقع "إيران إنترناشيونال"، أن الفقر والحرمان يثقلان كاهل المواطنين، وسط أزمة معيشية غير مسبوقة.

النَّوْرُوزُ أو النَّيْرُوزُ هو عيد رأس السنة الفارسية والسنة الكردية، ويوافق يوم الاعتدال الربيعي أي الحادي والعشرين من مارس في التقويم الميلادي. ويرجع أصل عيد النوروز إلى تقاليد الديانة الزرادشتية لكن الاحتفال بهذا العيد بقي حتى بعد الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس واستمر إلى يومنا هذا.

وأوضح تجار أن الوضع الاقتصادي هذا العام أسوأ من أي وقت مضى، حيث لم يعد المواطنون قادرين على شراء السلع الأساسية. 

وقال صاحب "هايبر ماركت" في طهران: "لم تعد هناك أجواء لعيد النوروز، فالقوة الشرائية اختفت، والوجبات الخفيفة هي الخيار الوحيد المتاح للشراء". 

وأشار إلى أن المبيعات الرئيسية تقتصر على السجائر والمشروبات الغازية، بينما تراجعت حتى مبيعات مواد التنظيف، التي كانت ضرورية لتنظيف المنازل خلال فترة العيد.

وأظهرت مقارنة بين أسعار مواد التنظيف خلال فبراير 2025 وعيد النوروز الماضي ارتفاعًا حادًا، إذ قفز سعر سائل غسيل الأطباق "ريكاي" من 30 ألف تومان إلى 55 ألفًا، وسعر سائل غسيل الملابس "أكتيف" من 75 ألف تومان إلى 157 ألفًا، ما يعكس ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كارثي.

تراجع الإقبال على الملابس والأثاث

واجهت أسواق الملابس ركودًا مماثلًا، رغم أنها عادة ما تشهد إقبالًا كبيرًا خلال هذه الفترة. 

وقال موظف في مركز بيع الملابس بمنطقة "ميرداماد" في طهران إن عدد المشترين تراجع إلى الحد الأدنى، واصفًا الوضع بأنه "كارثة اقتصادية". 

وأوضح أن أسعار "المانتو" النسائي تتراوح بين 2 و8 ملايين تومان، فيما تصل أسعار البدلات النسائية إلى 18 مليون تومان، وهو ما يفوق قدرة المواطنين الشرائية.

من جانبها، أكدت صحيفة "همشهري"، التابعة لبلدية طهران، أن الأسواق تعاني ركودًا غير مسبوق، مشيرةً إلى أن بائعي الملابس لم يتمكنوا من تعويض خسائرهم كما كان يحدث سابقًا في الشهرين الأخيرين من العام. 

وأوضحت الصحيفة أن أسعار الأثاث شهدت أيضًا قفزات ضخمة، إذ تتراوح تكلفة مجموعة أثاث ذات جودة متوسطة بين 70 و100 مليون تومان، ما يدفع المواطنين إلى شراء أثاث منخفض الجودة مقابل 20 إلى 30 مليون تومان، رغم أنه لا يدوم أكثر من عام أو عامين.

المواطنون يشاهدون دون شراء

أكد مواطنون أنهم باتوا غير قادرين على شراء الضروريات اليومية، وقال متقاعد من الضمان الاجتماعي إن دخله البالغ 9 ملايين تومان لا يكفي لتأمين احتياجات أسرته، خاصة مع الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية. 

وأوضح أن سعر اللحم البقري بلغ 990 ألف تومان، بينما وصلت تكلفة زجاجة الزيت النباتي إلى 570 ألف تومان، وسعر رغيف الخبز "سنكك" إلى 20 ألف تومان، ما جعله يضطر إلى شراء الأرز بالتقسيط.

وأشار آخرون إلى أن الأسواق باتت شبه خالية من المشترين، حيث يكتفي الناس بمشاهدة السلع دون القدرة على شرائها، فيما يعاني التجار من زيادة غير مسبوقة في فواتير الماء والكهرباء والغاز، ما يفاقم أزماتهم المالية.

أزمات طاقة متزايدة

إلى جانب الأزمة الاقتصادية، تواجه إيران أزمات متزايدة في قطاع الطاقة، حيث يعاني المواطنون من انقطاعات متكررة للكهرباء والغاز، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية. 

واشتكى المواطنون من أن جميع المدن الإيرانية تعاني انقطاع الكهرباء، مؤكدين أن السلطات لم تتخذ أي إجراءات لإنهاء هذه المعاناة.

وفي ظل هذه الأوضاع المتدهورة، عبّر المواطنون عن فقدانهم للأمل، مشيرين إلى أن الوضع يزداد سوءًا عامًا بعد آخر. 

وقال أحدهم: "كنا نظن أن الأمور لن تسوء أكثر، لكن النظام الإيراني أثبت أن الأسوأ لا يزال في الطريق، وبسرعة غير متوقعة".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية